عيد العمال

عيد العمال

تحتفل معظم دول العالم بمناسبة عيد العمال العالمي في أوَّل يومٍ من شهر أيار في كلِّ عام، وهو يومٌ مخصَّصٌ لدعم العمال والاحتفال بالنضالات والتضحيات التي قدَّموها على مدى سنوات حياتهم، ويتم إعلان هذا اليوم في أغلب الدول على أنه عطلةٌ رسمية تكريماً للعمال، وتقديراً لجهودهم وتحفيزهم على المطالبة بحقوقهم. حيث نصَّت مطالبات العمال على عِدّة بنودٍ؛ أبرزها ضرورة الانتباه للأجور المتدنية لبعض فئات العمال، وتحسين ظروف بيئة العمل السيّئة، إلى جانب التقليل من ساعات العمل الطويلة، بالإضافة إلى التركيز على  أبرز القضايا التي يطالب بإلغائها الكثيرون؛ ألا وهي عمالة الأطفال.

عيد العمال في ازمة كورونا

    لقد تسببت الجائحة بأزمات اقتصادية واجتماعية كبرى وتصاعد مرعب في أعداد البطالة منذ انتشار الوباء مطلع العام الماضي وحتى الموجة الرابعة التي تعد أكثر شراسة مما قبلها خاصة مع ظهور النسخ المتحورة من الفيروس. وإذا كان عام 2020م عاماً سيئاً للعاملين في مجال الرعاية الصحية، فإن بدايات عام 2021م كانت أكثر سوءاً حسب عددٍ من الأطباء. كما أظهرت تحليلات بيانات في الهند أن النساء يقضين ما يقرب من عشر أضعاف الساعات التي يقضيها الرجال في الأعمال المنزلية غير مدفوعة الأجر وتقديم الرعاية.

بعد الجائحة، هناك بعض الاستراتيجيات التي من شأنها أن تساعد القوى العاملة على التعافي مثل: المزيد  من التدريب وتنمية المهارات، وتركيز ذلك التدريب على مهن محددة، وبذل المزيد لدعم نقابات القطاع الخاص. ووفقًا لنتائج استطلاع لمركز أبحاث أمريكي: إن الانخفاض في نسبة العمال الذين تمثلهم النقابات كان سيئًا للغاية بالنسبة للبلاد.

نشأت عيد العمال

كانت بداية عيد العمال يوم 21 من أبريل عام 1856م في أستراليا، ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة حين طالب العمال في ولاية شيكاغو عام 1886م بتقليل ساعات العمل اليومي  إلى 8 ساعات. وتم أول احتفال بيوم العمال في أمريكا بتاريخ 5 من سبتمبرعام 1882م بمدينة نيويورك. وقد باركت الكنيسة الكاثوليكية الأول من مايو عيداً للعمال، وذلك في 1955م.

في حين أن الخلاف ظل قائماً حول الجهة التي استحدثت يوم العُمّال أوّلاً، رغم مُضي ما يقارب مئة وثلاثين عاماً على الاحتفال الأوّل به في عام 1882م؛ حيث يرجح بعض المؤرخين: أن  الفضل في استحداث عيد العمال لبيتر ماغواير_الأمين العام للنجارين والمؤسس المشارك لاتحاد العمل الأمريكي_ وخاصّةً عند اقتراحه ليوم العمال كطريقةٍ لتكريم أعمال العمال الرائعة بصنع المنحوتات. تعتقد الفئة الأخرى من الأشخاص أن الفضل في استحداث عيد العُمال يعود للميكانيكي ماثيو ماغيري؛ الذي تم انتخابه كوزيرٍ محلي لرابطة الماكينات الدوليّة في مدينة باترسون بنيوجيرسي؛ حيث يُعتقد بأنه اقترح عيد العمال أثناء عمله كسكرتيرٍ في نقابة العمال المركزيّة الموجودة في مدينة نيويورك، وقد رجَّح التاريخ بأنه أول من احتفل بعيد العمال، كنتيجةٍ للخطة التي وضعها اتحاد العمال المركزي آنذاك.

الاحتفال في عيد العمال العالمي

أُقيمت الاحتفالات سنوياً بعيد العمال منذ إطلاقه رسمياً لأول مرة، وتشتمل تقاليد الاحتفال بهذا اليوم على سير موكبٍ في الشارع، كأحد أنواع تقدير قوّة العمال في مختلف المؤسسات التجاريّة والعماليّة، إضافةً إلى إتباع الاحتفال بنزهة تجمُّعٍ بين العمال وعائلاتهم لإضفاء جوٍّ  من المتعة والمرح لكلٍّ منهما، ولا يقتصر الاحتفال بعيد العمال على العمال الكادحين فحسب بل يتعداهم وصولاً لرجال الاعمال وغيرهم ممن يساهمون بشكلٍ فعال في إفادة العمال ونهضتهم، إلى جانب تحقيق غاياتهم الرئيسيّة التي تُفيد أنفسهم وعائلاتهم، عدى عن كون أمر أخذ إجازة من الأمور المحببة للجميع، سواء كانت في نهاية الأسبوع، أو في يومٍ محدد، ويمكن استغلالها بالمشاركة بالأنشطة المختلفة.